جرحٌ في ذاكرة المقتول
قالوا مهما دعتكَ الأيامُ لتسهو بأحزانكَ
إبتسم للشيطانِ و إن جرى شرٌ وحرامَ
قلتُ كيف أنهضُ بموتي و القبرُ يأسرني
بغربةالريح والقلبُ يحرقني ألماً و زُقاما
عفرينُ باتت بالأسرِ والشمسُ قدسقطتْ
أياجرحاً صارَ يراقصني بلوعهِ المستدامَ
قالوا امضي مع السربِ إذا دعاكَ الرحيلُ
اقطع أوصالَ الذكرياتِ مثل عنقُ النعامَ
فقلتُ ويحكم أتشتهون الجنونَ بقتلي
والروحُ قد سكنتْ في الحجرِ لأفِ عامَ
بالأمسِ كان لنا منزلٌ نسكنهُ سجوداً و
حَرما واليومُ الجرحُ طفى بدربهِ إنهزاما
فوللهُ ما تهتُ يوماً لولا سقوطَ عرشي
بأيدي الطغاةِ و ماغواني الجرحُ إلتزاما
أنا الغريقُ على دربُ الوداعِ ألتمسُ عذراً
إغتالني الصعاليكُ ألماً فكان الإصتداما
وإني لا أشكو الزمانَ إن سيفهُ غواني من
مرٍ وإنما أبكي من وجعُ القومِ في الخيامَ
وإني قد دعاني الموتُ من كربٍ الرحيلِ
فكيفَ تدومُ حد السيوفِ بظهورنا آلامَ
لسنين مخالب ٍ تقسوا بأجسادنا ذبحها
وللأخلاقِ دارٌ ماسكنتها الكلابُ انسجاما
هي السنينُ من أسَرتنا بحقدها و بذلها
فغدا في السرابِ موعدنا والطيبُ إنعداما
قالوا تاريخ موتكَ كان منذٌ دونتها الشمسُ
و بكتْ الزيتونُ بوداعكَ بيومُ الإجرامَ
قلتُ سأعودُ يوماً لبلدي بسيفي من موتي
أيسهوا الغافلونَ القلوبُ قد رمتها السهاما
سأمتطي جرحي مهما طالتْ أيامَ غربتي
سأعودُ من داخلُ الإعصارِ لأكتبُ كلاما
فلي تاريخٌ أبيض بمناهج الشرفِ والكرامةُ
والشرفُ مكانتي وإن بقيتُ بزمنِ القمامة
أنا الزيتونُ العصي ألا تعرفني ياأيها الغادر
الشمسُ لي و إن غدا لك السماءُ انقساما
و قد تطولُ أيام غربتي بكأسها الغوغاءُ
سأعودُ و إن غلبني الخمرُ بكأسكَ غماما
تعوي الرعودُ حزناً خلف الراحلينَ و الألمُ
راحَ يطحنُ القلوبَ فصبراً يا أمة السلاما
الفاجرُ مهما حملتهُ الرياحُ يعلوا بذلتهِ فكم
من عروشٍ هوتْ و الحراسُ كانوا أصناما
وإن ملكتَ اليوم السلاحَ و هزمتني رامياً
أتظنُ ياقاتلي بأن عدالة الله سراباً و أوهامَ
قد تطولُ تلك الليالي التي أظلمتنا بسوا
دها فلا الظلامُ بقي ظلامٌ ولا الظلمُ قد دامَ
طبطب جراحكَ و أضرب جبل الريح أطلق
رعداً واكتب شكواكَ الأخيرُ للسماءِ اتهاما
يصارعنا مرُ الزمانُ الذي بغلهِ قد أهلكنا
فالويلُ للذينَ تشردوا و بالأمسِ كانوا كِرامَ
عيشنا مرٌ بثوب الأحلامِ و الأرواحُ أثقالها
تعبٌ ونوحٌ فلا الفجرُ طالعٌ ولا الصبحٌ وئامَ
العيدُ من الراسباتِ بأحوالنا بشر الحاقدينَ
والجرحُ قد نالَ من قلوبنا وجعاً و بها نامَ
فسلاماً يا وطني سلاما ياجرحاً غدا ظلاما
الروحُ قد سلبتْ منا و الجسدُ ماتَ إعداما
قد تكالبتْ علينا الكلابُ وكلُ الثعالبُ أسرابا
و راحتْ جدران بيوتنا تنهدمُ بغلِ إنهداما
فجارتْ علينا الذئابُ بطعنِ أنيابها و مخالبُ
الصقورِ دامتْ تسلو نزيفاً مراً بجسد اليمامة
أيا جاراً قد حسبتكَ لجرحي داراً فهيهاتٍ
لبلادِ ترجمُ الأساطيرُ و تحكمها صبيٌ غلاما
فأنا وقاتلي نتألمُ معاً قهرا فهو يتألمُ حقارةً
وحقدا وأنا أتألمُ مراً بغربتي بجرح الملاما
مصطفى محمد كبار 20\10\2021
حلب سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق