http://scmplayer.net

الخميس، 21 أكتوبر 2021

هناك في عمق البحر للشاعر سعيد اوسي

 هُنَاكَ فِي عُمْقِ الْبَحْر 

مَدِينَة 

نِسَاء و أَطْفَال 

غارو مِنْ السَّفِينَةِ 

 

تِلْك رَقْصَة الْمَوْت 

أبْدَعَت فِي أَنْفَاسُهَا الْأَخِيرَة 

و هِي تُنْجِي طِفْلَهَا 

يَا لَهَا مِنْ مِسْكِينَة 

 

الْتَفَت الْأَعْنَاق 

و السَّاقُ بِالسَّاقِ 

وَهُمْ فِي مَدَدٌ و مُعَاضَدَة 

دُون مُعَيَّن 

 

و امْرَأَة تَهَدْهَد ثَغْرَهَا 

و تؤارز و تَنَجَّد 

لتمهد الْأَمَل حِين 

 

تَلاَشَت أَنْفَاسُهُم 

و اِحْتَجَبَت أَنْظَارِهِم 

و عُيُونُهُم تَرَاقَب المينا 

 

اذهلت الصُّدُور 

و الْعُقُول 

لَمْ تَعُدْ ركينة 

 

بُخِسَ فِي الْإِنْسَانِ قَدَّرَه 

و الْأَرْوَاح 

لَمْ تَعُدْ رصينة 

 

رَدَى نكبهم 

قَبْلَ أَنْ تَعَانَق أَجْسَادُهُم 

الْقَاع و تَتَبَدَّل طِين 

 

وَيْح لِلْخَطَأ تَلَاهَا 

تَهْلُكَة و الْأَنِين 

 

و يح لِلْحِلْم الْجَمِيل 

إذَا انْقَلَبَ للنحيب و التَّأْبِين 

 

وَيْلٌ أَن غَدَت الْأَرْوَاح 

لَعِبُه تَحَرُّكِهَا الشَّيَاطِين 

 

وَيْلٌ لِلرَّبِيعِ أَنَّ أجتاحه الْقَحْط 

و زِبْل الْيَاسَمِين 

 

وَيْلٌ أَن خَضَعَت الرِّقَاب 

لمختلس و فُقِدَ مِنْهُ الْيَقِين 

 

كَم شَاع الْغَدْر 

و اخْتَفَى مِنْ الْأَثَرِ 

أَيَادِي الْأَمِينَة 

 

بقلم/ سَعِيد اوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق