هُنَاكَ فِي عُمْقِ الْبَحْر
مَدِينَة
نِسَاء و أَطْفَال
غارو مِنْ السَّفِينَةِ
تِلْك رَقْصَة الْمَوْت
أبْدَعَت فِي أَنْفَاسُهَا الْأَخِيرَة
و هِي تُنْجِي طِفْلَهَا
يَا لَهَا مِنْ مِسْكِينَة
الْتَفَت الْأَعْنَاق
و السَّاقُ بِالسَّاقِ
وَهُمْ فِي مَدَدٌ و مُعَاضَدَة
دُون مُعَيَّن
و امْرَأَة تَهَدْهَد ثَغْرَهَا
و تؤارز و تَنَجَّد
لتمهد الْأَمَل حِين
تَلاَشَت أَنْفَاسُهُم
و اِحْتَجَبَت أَنْظَارِهِم
و عُيُونُهُم تَرَاقَب المينا
اذهلت الصُّدُور
و الْعُقُول
لَمْ تَعُدْ ركينة
بُخِسَ فِي الْإِنْسَانِ قَدَّرَه
و الْأَرْوَاح
لَمْ تَعُدْ رصينة
رَدَى نكبهم
قَبْلَ أَنْ تَعَانَق أَجْسَادُهُم
الْقَاع و تَتَبَدَّل طِين
وَيْح لِلْخَطَأ تَلَاهَا
تَهْلُكَة و الْأَنِين
و يح لِلْحِلْم الْجَمِيل
إذَا انْقَلَبَ للنحيب و التَّأْبِين
وَيْلٌ أَن غَدَت الْأَرْوَاح
لَعِبُه تَحَرُّكِهَا الشَّيَاطِين
وَيْلٌ لِلرَّبِيعِ أَنَّ أجتاحه الْقَحْط
و زِبْل الْيَاسَمِين
وَيْلٌ أَن خَضَعَت الرِّقَاب
لمختلس و فُقِدَ مِنْهُ الْيَقِين
كَم شَاع الْغَدْر
و اخْتَفَى مِنْ الْأَثَرِ
أَيَادِي الْأَمِينَة
بقلم/ سَعِيد اوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق