توأم الروح ...
من منا لا يقضي العمر كله باحثا عن توأم روحه ولا يجدها إلا في قصائد شعرية وكلمات نثرية هنا وهناك ، تتخاطر مع أفكاره وتنصهر مع روحه ، يرسلها إليه إلهامه ، زائره الغائب الحاضر ، على طبق من مشاعر جياشة وأماني فياضة وأحلام وردية .
ولكن ...
توأم الروح هذا ... من يكون يا ترى ... ! ومن أين يأتي ... أو لا يأتي ! هل هي روح أخرى تجسدت فيها دغدغات مشاعرنا وخلجات قلوبنا وتوجسات أحاسيسنا ! نحن لا نعلم من هي ، وأين تكون ... ! ربما هي روح لا تحمل صبغة هويتنا ، أستقر بها المطاف في بقعة ما في هذا الكون الفسيح ولكنها آثرت أن تتخاطر مع روحنا وتتصل بها من خلال أبعاد وأزمان أخرى غير مرئية ! من يدري ... !
توأم الروح ... تلك الروح التي تأتي إلينا زائرة مع كل ظلمة ليل عندما يغيب ضجيج البشر ويترك لنا فقط ضجيج الشغف والحنين في نفوسنا ، تشعرنا بذلك الشعور الأصدق على الإطلاق ، تحلق بنا إلى مستوى فكري وروحاني عميق جدا وهذا هو سبب سهرنا تلك الليالي الطويلة في وحدة مع أنفسنا نحاكي فيها توأم روحنا ونسمح لها بدخول حياتنا من دون إستئذان .
توأم الروح ... وإن تجسد في شخص ما ، هي تلك الروح التي تفتح أبواب حياتنا بشكل غير متوقع وهو التي تكسر حاجز الصمت فينا وتستوطن داخل عقولنا وتجلس على عرش قلوبنا . هي تلك الروح التي تكون مرآتنا والتي تبصر كل ما فينا ، والتي نتوحد فيها وتتوحد فينا .
توأم الروح ... ليس كباقي البشر الذين عرفناهم والذين ألقتهم الأقدار والأعراف في طريقنا مصطحبينا معهم في قطار الحياة بجرة قلم فوق ورقة نحتفظ بها في أدراجنا .
توأم الروح ... إذا عثرنا عليها سنرتقي معها إلى علاقة روحية أخرى هي أسمى وأرقى العلاقات البشرية على الإطلاق .
هنيئا لمن عثر على توأم روحه
ناهد ✍🏻 🌷🌷🌷
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق