على ذمة الراوي
حسب المقريزي، عن الحسن بن محمد في كتابه"السوانح الأدبية في مدح القنبية " حول وصول استعمال نبتة الحشيش للعامة ، أن شيخ الشيوخ حيدرا كان قليل الغذاء ، فائق في الزهادة وبارز في العبادة.
خرج في يوم قائض إلى الصحراء ، وكل النبات ساكنة ما عدا واحدة تتحرك فروعها فتناول منها وريقات ومضغها ، وعاد على غير المعتاد باسم الوجه منفرج الأسارير، ودعا أصحابه وسامرهم وأطال في الجلوس معهم.
سألوه عن سبب التغير ، فأخبرهم قصتة مع النبتة ، وأوصى بأن يدلوا عليها الفقراء لانها تساعد في الصبر على الجوع ، وأوصى بأن يبقى ذلك مقصورا على الفقراء لايشار كهم أحد في استعمال النبتة.
ولم ینقطع حيدر عن استخدام ذلك العقار بعد ذلك عشر سنوات.
وشاع سر النبتة بين الناس من الخاصة والعامة ، وقد استخدمه حسن الصباح لأعوانه الذين سموا بالحشاشين وكان يستخدمهم في اغتيال خصومه في الدعوة للفرع النزاري من المذهب السبعي أو الأسماعيلي.
ومن اسم الحشاشين أُشتق الاسم assissnation الذي يعني الاغتيال.
وتسربت الحشيش بعد ذلك من خراسان إلى العراق والشام وأخيرا إلى مصر.
ونسبت الحشيشّ إلى حيدر.
قال الأديب محمد بن الأعمى الدمشقي :
دع الخمر واشرب من مدامة حيدر
معنبرة خضراء مثل الزبرجد
يعاطيكها ظبي من الترك أغيد
يميس على غصن من البان أملد
وقد أدخل الصوفيون الحشيشّ بالأضافة إلى الرقص واستخدام الدفوف إلى طقوسهم.
قال الشاعر ابن الصائغ:
قم عاطني خضراء كافورية
قامت مقام سلافة الصهباء
يغدوا الفقير إذا تناول درهما
منها له تيه على الأمراء
وتراه من أقوى الورى فأذا خلا
منها عددناه من الضعفاء.
كتبه لكم الشاعر : فضل أبو النجا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق