أُفّ إذَا أُفْنِي الْمَوْفُور الْمَوَاعِظ
فِي الْفَنَاء فَأَفْنَى بَعْدَهَا فَضَائِل
فَمَن الْبُدّ أَنْ تُبْدِيَ مِنْ شِيَمِ الطَّيِّب
و أَبَدًأ مَنْ بِدَايَةِ اللَّحْظَة الْمَآثِر
اتَّبَع ذَاك التَّابِع بِتَتَبُّع الْخَطَأ
فَلَا تَابِعًا مِنْ بَيْنِ التَّوَابِع إلَّا الْمَكَارِم
مِثْلَك أَن امْتَثَلْت كَمِثْلِه مَنْ امْتَثَلَ
بالمثالية الْمُثْلَى فَكُنْت مِن الْمَفَاخِر
سِرّ و قَد و أَقْتَدِي قيثارة الشَّعْر
فيقد كاللظى الْقُلُوب بالمواقد
فَرّ كَمَا يَفِرّ الْجَنَاحَيْن فِرَار الفارين
مِن الدُّجَى و استفق الضَّمَائِر
احذو حَذْو مِن حَذَا بِخَلْق و بدى
بِخَلْق مُتَأَدِّب و أُجْبِر الْخَوَاطِر
و انْصَرَف كَمَا صَرْف صُرُوف الدَّهْر
مِنْ ذَاكَ الصَّرْف الْمُتَعَبِّد و أَعْلَن الْبَشَائِر
دَمْدَم فِي الْخَطَا و دَمَ مَا تَشَاءُ فَمَا
مِنْ دَيْمُومَة أدامها أَحَدًا مِنْ الْخَلَائِقِ
و أَحْظَى مِنْ الْحُظُوظِ كُلّ حُظْوَةٌ
بَدِيعَةٌ فَمَا أَرْوَعَ مِنْ أحظى بالجمائل
و اِسْتَبَق ذَاك السَّابِقِ فِي سَبَّاقٌ
الْعَطَايَا وَاغْتَنِم سَبَق الْفَوَائِد
كُنّ كَمَا كُنْت مُكَوَّنٌ صَغِيرٌ كَائِنًا
لَمْ يَكُنْ يُحْمَل يَوْمًا ضغائن
و أَتْرُك الْخُصُومَة لخصمك و اصفح
فبغض الْخِصَام غَلّ و مواجع
وَاتْرُك وُتِر الثَّأْر و اصْطَبِر فَمَا يَثُور
إلَّا الثَّوْر و أَقْتَدِي الْقَيِّم بَدائِل
خصخص و كُنّ خَصْلَةٌ مِنْ الْخَصَائِل الْحَمِيدَة و اسْتَبْدَل المواجع خمائل
بِقَلَم سَعِيد اوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق