جَرَسُ الإنْذارِ
. . . . . . . . . . . . . . . . .
جَرَسُ الإنْذارِ يتحدى الطقوس ، يقَصَّف الْمَسَامِع فَيَتْرُك رَهْبَةً لتلامس النُّفُوسِ و وَجَلَّ يعبث فِي الْأَرْوَاح في مهب الاشتياح و مَهَابَة يغازل لِيَسْتَقِرّ في الخلد و يَرْقُد فِي الأعْمَاق بصمت ، تجلجل السَّكِينَة لِيَشُدّ الْأَكُفّ عَلَى الْعِنَاق و يزيدها ألم الإحتراق ، انْتِظَار اللَّحَظَات قَد تَفْنَى بَعْدَهَا بوهلة و انت في لحظة سبات ، قَد تُطْرَح أَشْلَاء أَوْ رُبَّمَا مَقْعَد مَشْلُول الأَطْرَافِ أَنَّ حالفك الْحَظّ و بَقِيَت تحتفظ بنبض يقلقل الْقَلْب بثبات ، تَنْظُر و تَرَاقَب بِشَغَف و طفلك يهديك اِبْتِسَامَةٌ يلاعبك يضمك يُقَبِّلُك لَا يُدْرَكُ مَعْنَى الْأَلَم ، لَم يَرْتَشِف طَعْمٌ الصرم ، تَرَاقَب النَّاس و هُم منتكسو رُؤُوسَهُم لِحَيَاة يَلِيهَا الْعَدَم ، يهدهد بساعده عَلَى الصَّدْرِ لِيَسْكُن قُشَعْرِيرَة الْخَوْفِ وَ التأجج قَد اِحْتَدَم و تَمْر الْأَيَّام الرَّهْبَة و تَطُول هُدْنَة الْإِنْذَار فَيَطُول الْأَعْمَار ، و الْحَذَر وَالذّعْر يَغْدُو مُسْتَدِيمًا كالظل يَأْبَى الرَّحِيل ، و فِي لَحَظَاتٍ السَّكِينَة و عُيُون غَائِرَة فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ ، وَ إذْ بِسَمَاع دَوِيّ انفجارات قَد خطفت بَعْض الْأَرْوَاح ، و تَلِج اللَّيْلِ وَ تُشْرِق الصّبَاحِ عَلَى أَصْوَاتِ الْعَوِيل ، طِفْل و شَيْخٌ قَدْ باتو كطلاء أَسْوَد لتختفي بَيْن آثَار خُرْدَة مُهْتَرِئَة مِنْ شِدَّةِ القذيفة اللاهبة ، و تَتَوَالَى الْأَيَّامِ وَ لَازَال جَرَسُ الإنْذارِ تَلَاحَق الْأَرْوَاح ، بَات أَكْلَهُم خَوْف و شُرْبِهِم مَهَابَة و لِبَاسُهُم ذُعِر ، آه لِنَفْس قَدْ وُعِدَتْ أَنْ تَسْقُطَ فِي لَحْظَةِ نجهل مَوْعِد الْحَدّ ، آه لِحَيَاة ملطخة بِنبرة الآهات ، آه لِزمان خَلَا مِنْ الْأَمَان في خضم الصلوات ، يرف الْجُفُون و تَدْمَع الْعُيُون ، و رِجَالٌ تَأْبَى شواطئهم الْهَزِيمَة ، لَا اِخْتِبَاءٌ بَعْدَ الْيَوْمِ فَأَجْسَادُهُم سواتر لبقايا مَنَازِل تمدهم رحيقا مِن الدفئ إمَام عَصْف الْبَرْد و الْجُوع ، هُنَاك خَلْف الْأَقْبِيَة حَمَّامَات السَّلَام ، كَمَا البيارق تَلُوح بعبير النَّسِيم كأعلام السَّلَام ، يَعْشَقُون الْحُرِّيَّة فتتناسل الْأَفْرَاح لتلتئم الْجَرَّاح لَا يَكْرَهُونَ أَحَدًا و لَا يُبْغِضُون ، أَنَّهُمْ مِنْ صَنَعَ مِنْ صَنَعَ الْأَفْلَاك فنادو بِالسَّلَام و شجبو الْهَلَاك ، صُدُورِهِم رَحْبَة و أَخْلَاقِهِم فَضِيلَة و طَبْعِهِم مِلَاك ، و تَبْقَى جَرَسُ الإنْذارِ سارِي الْمَفْعُول و قَدْ بَاتَ فِي لَوَائِحَ الصَّمْت ، لتساق فِي وَهْلَة المفاجئة و تَنْفَجِر عَلَى عَوِيل الاصداء ، مَفْقُودٌ سَاعَة الصُّفْر مَتَى ستعلن الْأَقْدَار و ستبرهن المواجع و الْأَهْوَال ، و تَبْقَى النُّفُوسُ الْأَبِيَّةُ تَرْفُض الِاسْتِكَانَة و تَبْقَى الْأَمَل تَرْقُص فِي صَحارِي الْأَحْلَام ، كَم تَوَالَت طُلُوعِ الشَّمْسِ كقرص جَمِيل ضَاحِكٌ دُون أَمَل ، و كَم تَوَالَت الْقَمَر ليهب مِن بَريق الْجَمَال مَمْزُوجًا بِالْأَلَم ، تَمْتَصّ الْحُزْن لتنتمي الْعِزّ بِالْفَخْر ، و تَسْتَقِرّ الْخَوْف لتسمو شِعَارًا عَلَى الصُّدُورِ ، فَقَد تَحَوَّلَت صُدُورِهِم إلَى الرِّفْعَة لتستقبل وابِلاً مِنَ الرَّصَاصِ و تَكُون رَأْيِه لِلْكَرَامَة و الشَّمُوخ و مَكَانَه لِلشَّرَف و الْخُشُوع ، و تَبْقَى تَلَازُم الْأَرْوَاح ويلج فِي الثَّبَاتِ تَحْتَ ظِلِّ الِاسْتِمْرَار جَرَس الإنْذارِ . . ؟ ؟ ؟ ! ! ! ! ! ! !
بِقَلَم سَعِيد اوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق