http://scmplayer.net

الأحد، 14 نوفمبر 2021

خاطرة للشاعر سعيد اوسي

 ماذا لو  يَوْمًا أَنْجَزْت الْأَحْلَام و انتدح بَيْن الْأُمَم الْوُدّ و السَّلَام واحتوانا الرَّبِيع بِثَوْبِه الْبَدِيع و انْقَضَى الأَحْزَان و مِلْء الْحَبّ كُلِّ الْأَرْكَانِ ، ماذا لو يَوْمًا جَمَعْنَا الشَّمْل بَعْد الشَّتَات و بَعْدَ طُولِ الْفِرَاق جَمْعًا أَعْقَبَه الْعِنَاق مَا أَصْعَبُ الْمَصِير إنْ أَوْدَعَهُ الْقَدْر فُتَات رَفاة ، مَا أَصْعَبُ أَن يداهمنا الْعُمْر و نَحْن لازلنا فِي الْمُنْتَصَفِ الدَّرْب نَنْتَظِر الْمِيعَاد ، نذوب مَعَ الْأَيَّامِ وَ نضمحل قُعُودًا و قِيَامٌ بَيْنَ السِّنَّيْنِ الضَّائِعَة عَلَى شرفات اللَّيَالِي الْحَائِرَة ، لازالت بَقَايَا الْحُبُّ فِي قَعْرِ الْقُلُوب تنبض و لازالت الْأَفْئِدَة تُرَفْرِف لتشتاق لِلْمَحْبُوب رَغِم الشَّقَاء الْقُلُوب و أَلَم الْحُنَيْن لَا يُضَاهِيه الْأَنِين ، آه لأيامنا الْخَوَالِي المندثرة بَيْن طَيَّات الذبول ، آه لاشواقنا الْخَامِدَة تَحْت وَطْأَه الْخُمُول قَدْ جَفَّتْ النَّسِيم عَلَى أَكُفٍّ الْقَدْر و تَبَعْثَرَت الْأَزْهَار عَلَى إِطْلالٌ الْعُمْر ، الْعَمْرِ الّذِي اهترئ بَيْن السِّيَاط الزَّمَن و الويلات الْقَدْر ، بَيْن قَبْضِه السَّهَر و مَشَقَّةِ السَّفَرِ ، تِلْكَ كَانَتْ نَبْرَة كَانَت جَمْرَة كَانَت سيمفونية عَلَى أَنِينٌ الْوِتْر ، عَلَى جَبِين الْأَلَم صَلَوَات و امسيات وخلوات بلمسات السِّيَاط ، بَيْن الْعَيْنَيْن استوقفت أَجْمَل أُغْنِيَّة لِحُبّ غَدَّى فِي العَراء مَفْقُودٌ شذاها بَيْن الْكَلِمَة و الْمُفْرَدَات ، دُفِنَت الذِّكْرَيَات مَع بَهْلَة الْآثَام ، لَعْنَة الضَّرَّاء طَالَت الْأَحْلَام و طمرتها تَحْت الطِّين و وَإِبِل مِن الرُّكَام ، النَّار تَزَمْزُمٌ ليسطو وَيُحْرِق الصَّبَاحِ وَ هُنَاك بَقَايَا الْمَنَازِل قَد هِجْرَتُهَا الْحَيَاة فتنجلي اللَّيْلِ عَلَى بيارق الْقُبُور . أَيْن الْمُزَارِع أَيْن السُّنْبُلَة لتتراقص مَعَ الرِّيحِ ، أَيْن جِدَار النُّور ، مَرّ الطُّوفَان ليفتك بالجبين فَلَمْ يَتْرُكْ إلَّا نزيفا يَذْرِف كَالسَّيْل و انقاضا مِن خَيَّم اللاَّجِئِين ، آفَات و حِكَايَاتٌ و قَصَص السَّلَامُ فِي بِرْكَةٍ الظَّلَام ، دِمَاء عَلَى أَجْسَاد عُرَاة مَا أَصْعَبُهَا تَحَطَّم الذَّات و سَرْدِهَا فِي الْمُفْرَدَاتِ أَنَّهَا حِكَايَاتٌ اليمة فِي جَلَلٌ الدَّرَجَات ، عَلَى الْأَطْرَاف ظُلَل الْخِيَام و عُيُون تَرَاقَب فِي دَهَمَه الظَّلَام ، وَ إذْ ببريق النَّجَاة تنبثق مِنْ بَابِ الْحَيَاةِ فِي مَهَّد الِانْتِظَار ، هلمت الْأَرْوَاح و هَرْوَلَت حِينًا و حِينًا تعثرت و أَيَادِي الْأَمِينَة تُمَدّ قَبَسًا مِنْ رَحِيقٍ الْعَطْف لترمي حَبْل النَّجَاة فأجهض الْأَلَم لتلد مِنْ تَحْتِ الْحَجْرِ جذُور الشَّجَر ، و تَعُود البسمة عَلَى قِلَّةِ مَنْ شَفَاه الْبَشَر 

بِقَلَم / سَعِيد اوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق