براقع الحياء
و إني أرى في صمت القبور بلاغة..
و فى صخب القصور جهالة و شقاء..
و كأن موج البحر يهدينا بليغ حكمته
بأن زرقته قد منت بها عليه السماء..
حتى نسيم البحر و نخيله و رماله
لم يمهلهم البشر عمرآ وطول البقاء..
حتى تلك النجوم لو طالتها يد الورى
لأفلت و إنطفأت وكتب عليها الفناء..
ماذا دهانا؟ وأدنا كل الجمال و كأننا
لا نطيق شجرآ و لا زرعآ نريدها جرداء..
هيا نزرعها ورودآ و نتقى قيظ الصيف
و أشجارآ قبل أن يحل زمهرير الشتاء..
ليتنا ندع الحياة تدب فى جسد الكائنات
حتى الوحوش في الفيافى و الصحراء..
أصبحنا كالخريف نسقط أوراق الشجر
نجرد أثواب الحياة من كل ستر و رداء..
و كأننا نزهو و نتفاخر بسوءات أخلاقنا
حتى وجوهنا خلعنا عنها براقع الحياء..
و تلك القلوب الآثمة أصبح قاتم لونها
لم تعشق من الألوان إلا ألوان سوداء..
يا رسالة الغفران كيف النجاة و الخلاص
و قد أضحت بطن الحياة حبلى بالبلاء..
يا غفوة السكران متى من نومنا نفيق
و قد ترعرع فى تلك الأجساد الوباء..
بقلمى
Abd Alrahman Alaarag
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق