http://scmplayer.net

الثلاثاء، 31 أغسطس 2021

تواري عن انظاري للشاعر عمار محمد اغضيب

 تواري عن انظاري....

بقلم / عمار محمد اغضيب 


لحظة اعتاد فيها ، إن يصارع وجع السنين، يداوي جراحات روحه باضناء النفس 

كلام هادر يسيل من فمه ، ليسكت صوت بكاء قديم في جوفه.

انات تتعالى في روحه، تريد الخروج من حبسها، فيلجمها باساور العز والكبرياء.

صوت يدخل أذنيه، توقف عن الكلام، ارتعشت شفتاه...

:ايعقل إن تكون هي ! ؟

سأل نفسه... 

رأها تتحدث إلى من بجوارها ... بصوتها الموسوم في عقله 

يصحبه رنين ضحكات ، كان يقفز لها قلبه مرحا في سالف زمان بعيد. 

ثم أقبلت بمشيها تتهادى... كأنها تريد قصاصا من جلادها الآثم 

: ارحمني من هذا الذل...

رجته عيناه إن يبعدها عن رؤيتها ، لكي لا تفيض منها انهار دموعها .

وقف متسمرا في مكانه ... ينتظر قصاصه. ...

: كيف حالك يا .... ؟

: ما أقسى قلبك ِ !!

لم يعهدها بتلك القسوة من قبل ، لترميه بسلام مزعوم ، يقضي على ما تبقى من كرامته المهدورة امامها 

: بخير .. والحمد لله...

رد على تحيتها ، بانين مبحوح ، لقلب مذبوح ،بسكين اختارها بنفسه .

انقطع الكلام بينهما، لحظر للتجوال فرض على البوح ، 

فأنابت العيون عن الألسن .

لم يترك لها فرصة ، أراد أن يرحم نفسه، فبادرها باعتذار واستسماح غير مسبوق فيه!!

: اعذريني... يا أغلى النساء 

سامحيني .... يا وجعي الأزلي 

اتوسل منك صفحا ، لا الومك على الزهد به علي ّ

ركبت ُ موجة عز مخادع، وكبرياء مقرف ، فعمدت إلى هجرك، تركتك تتوسلين وصالي، وتذكريني بوعدي ، بأن احيا معك 

"انتهى الكلام .... لم يعد هناك متسع للحوار بيننا، اذهبي إلى شأنك ِ ، واختاري غيري "

: هذا ما قلته لي ... وقتها ... أتذكره...؟

: نعم للأسف أذكره... 

سكين حامية لساني وقتها ، ورقبة طير طرية قلبك...

ما اقساني معك.. !!

وهبتك ظلما وبهتانا، إلى صنيع من أديم الأرض، يزعم أنه إنسان، وهبا مباحا، لارجعة فيه 

فهربت ، وسعيت باصقاع الأرض، كي انساك وانسى روحك المذبوحة بين يدي .... دون جدوى 

مازال اسمك على لساني وانا أنادي كل امرأة احاورها

فُضِح لساني.. بضحكات النساء، وهن يسمعّنّي انادبهن باسمك .

وفضحتني عيناي الآخريان....

وانا أرى وجهك مطبوع على وجوه حواءات الأرض كلها ..

: لم اذبحك... لم اقتلك... 

فأنا من ذبح روحه وقتلها...

لا اقوى على نسيانك... 

اسمك ....ختم مطبوع في قلبي.... 

رسم وجهك.... صورة اختزلت كل نساء الكون في عقلي 

ابتعدي.... تواري عن انظاري.... لاعيش بسلام

الرحمة ارجوها منك ..

لست اقواك ايتها الجبارة بظلمي لك ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق