عُمْرُ أُمِّي **** *****************************
شعر /محمد فوزي حمزة من ديواني طبعة مكتبة الآداب
احمليها ، عن أيادي الثَّاكِلِينْ *** بَلِّغيها ذِمّةَ الْحَقِّ اليَقِينْ
وامْلَئِي كَفَّكِ إشْفاقًا وَرِفْقًا *** وتَأَنَّيْ يا يَدَ الرُّوحِ الأَمِينْ
إنَّ فِي كَفَّيْكِ أُمِّي ، فارْفِقِي *** إنَّ بَعْضَ الرِّفْقِ حَقُّ المَيِّتِينْ
سَأَلُوا عَنْ عُمْرِ أُمِّي ، عُمْرُها ! *** حارَ أمْرِي ما أُجِيبُ السائلينْ
سَأَلُوا عَنْ عُمْرِ أُمِّي ، عُمْرُها ! *** حارَ أمْرِي ما أُجِيبُ السائلينْ
عُمْرُها غُلْبٌ وَكَدْحٌ وَشَقا *** وَحُمٌولٌ مِنْ عَذاباتِ السِّنِينْ
ثُمَّ بَعْدَ الْغُلْبِ حَمْدٌ وَرِضا *** بالَّذِي يَقْسِمُ رَبُّ العالَمِينْ
عُمْرُ أُمِّي بَيْنَ أَحْزانٍ وَهَمٍّ *** وَيَتامَى فِي يَدَيْها وَهِنِينْ
عُمْرُها عَطْفٌ وَتَحْنانٌ وَحُبٌّ *** مِنْ فُؤادٍ لَيْسَ بالْحُبِّ ضَنِينْ
وابتهالٌ ودُعاءٌ لِي مُجابٌ *** كانَ فَجْرًا أَوْ ضُحًى أو كُلَّ حِينْ
تَسْتَعِينُ اللهَ في أحْوالِها *** وَبِغَيْرِ اللهِ لَيْسَتْ تَسْتَعِينْ
تَرتَضِي بالرِّزْقِ مِنْ يُسْرِ وَعُسْرٍ *** وَتُمَضِّي الْحالَ ، واللهُ المُعينْ
يُثْقِلُ الصَّبْرُ عَلَيها ساعَةً *** فَتُنادي ، يا وَلِيَّ الصّابِرِينْ
عَلَّ بَعْدَ الْعُسْرِ مَوْفُورُ الرِّضا *** عَلَّ بَعْدَ العُسْرِ يُسْرُ الْمُوسِرِينْ
إذهَبِي ، أَوْدَعْتُكِ اللهَ الذِي *** لَمْ يُضَيِّعْ ذِمَّةً لِلْمُوِدِعِينْ
وَأَرِيحِى مِنْ تَباريحِ الضَّنَى *** الضَّنَى في هَذِ الدُّنْيا مَكِينْ
وأرِيحِي مِن حُمُولِ ابنٍ وَبِنْتٍ *** وَسُؤَالِ عَنْ بَناتٍ وَبَنِينْ
لا تُبالِي ما عَلَى الدُّنْيا فَلا *** شَيْءَ فِي الدُّنْيا عَزِيزٌ أَوْ ثَمِينْ
اذْهَبِي فِي ذِمَّةِ اللهِ الَّذِي *** هُوَ أَوْلَى بِذِمامِ الطَّيِّبِينْ
اذْهَبِي للهِ فَهْوَ الْمُرْتَضَى *** وهُوَ الْمُجْزِلُ أَجْرَ المُحْسِنِينْ
إذْهَبِي رَهْوًا إلَى جَنَّتِهِ *** أُزْلِفَتْ جَنَّتُهُ لِلْمُتَّقِينْ
وَهْوَ فَوْقَ الْكُلِّ رَحْمَنٌ رحِيمٌ *** وَهْوَ فَوْقَ الْكُلِّ خَيْرُ الراحِمِينْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق