جلس عم أحمد الذي بلغ من العمر أرذله والذي توفيت زوجته إلى جوار سارة إبنته المريضة يربت على كتفها ويمسح على شعرها ويهمس في أذنيها بكلمات الأمل ويبث فيها التفاؤل وفجأة وجد طرقاً شديداً على الباب فقام مفزوعاً ليرى ماالأمر ولكن قبل أن يصل للباب وجده قد خلع من مكانه وكسرت دفتيه على الجانبين ...تراجع الرجل وقد رج قلبه من الذعر وإذا بزبانية الحاكم يحيطون به ويجرونه من ثيابه بمنتهى الوحشية والرجل ينظر إلى إبنته في فزع وهي تصرخ بكل ماأوتيت من صوتها الضعيف الذي شق جسدها النحيف يهزه
ولكن الرحمة كانت قد أنتزعت من قلوب تلك الحيوانات المتوحشة
سيق الرجل إلى المعتقل ولم يذكرا الرجل أنه فعل شيئاً يدينه سوى أنه قال كلمة حق ذات يوم فقط كلمة حق
وزادت حالة سارة سوءاً وتدهورت حالتها النفسية والتي أثرت بالفعل على بدنها الهزيل
وجرت المحاكمة الكوميدية لعم احمد وبدأت المسرحية الهزلية وسيقت تهم ولفقت مواقف وجهز شهود زور
وسارة تستجدي رؤية أبيها أما هو فقد شُق قلبه حسرة على إبنته التي ضاعت من بين يديه ...يريد أن يمر بيده على شعرها ويحنو على ثغرها يقبلها كما كان يفعل يريد أن يسقيها من ذاك الدواء – الشعور الحاني – العلاج الأبوي الجميل ولكن هيهات هيهات فقد حالت دولة الظلم بينه وبين قطعة قلبه المريضة
ووقف الرجل امام القاضى بصوت متهدج يقول
_ رغم إني ماعملتش حاجة تستحق الي بيحصلي ده لكن غحكموا علي بالاعدام اشنقوني لكن بس احط ايدي على بنتي المسها ابوسها الله يخليك ياسعادة المستشار
ولكن أنى لقلوب إنشقت الحجارة منها أن تستجيب
سعى محاميه لاستجلاب أمر بزيارة البنت لأبوها... وأخيراً جاء الفرج
وافقت النيابة على تلك الزيارة التي تسولوها
فرحت سارة وعادت إليها حيويتها وردت إليها روحها وانتظر عم أحمد بشغف رهيب تلك اللحظة التي تجمعه بحبيبة قلبه سارة
وتجهزت سارة وكأنها يوم عرسها من جديد وحملوها على حمالة المرضى فلم تكن لتقوى على السير
ووقف المحامي أمام ضابط السجن ويده أمر الزيارة وفوجئ به يقول
_ بل الورقة دي واشرب ميتها مفيش زيارات
وهبطت سحب الحسرة على الجميع وغيمت بلواء الكمد والحزن عليهم
لم تتمالك سارة وأخذتها موجة من البكاء الهيستيري لم يتحملها جسدها المريض فتدهورت صحتها تماماً
أما عم أحمد فقد قتله الحزن وهز كيانه البكاء مثل الطفل الذي فقد أمه وأصبح يهذي من شدة الوجد
وجاء يوم من أيام المحكمة وذهب الرجل شبه فاقد الوعي ولم يقتصر الأمر على ذلك بل جاءه خبر سارة
ماتت سارة المريضة ماتت حبة عين أبوها ولم تراه ولم يراها ولم تمسه ويمسها
ماتت جوهرة حياته
وسقط الرجل فلم يتحمل الخبر
إستجدوا من القاضي أن يسمح له بحضور جنازة إبنته فرفض
ونادي عليه القاضي فلم يستطع القيام فقال القاضي
_ خرجوه من القفص وهاتوه هنا
لم يستطع الرجل المش فحملوه على نقالة وذهبوا به إلى المنصة...وهنا إندفعت إمرأة في مقتبل عمرها مهرولة ناحية المنصة وهي تصرخ ياسيادة القاضي
فقال
_ مين انت وفي لإيه
قالت
_ إسمي نسمة عبد العزيز ناصر صديقة سارة الله يرحمها بنت عم أحمد
قال القاضي
_ خير عاوزة إيه؟
قالت
_هي حاجة واحدة بس حضرتك
قال
_ إتفضلي
قالت
_ لو حكمتم على عم احمد بأقصى حكم هايكون إيه مش الإعدام؟
عم أحمد مات فعلا...مات يوم مااعتقلوه من غير ذنب
مات يوم مااتحرم من بنته المريضة
مات لما سمع ان بنته ماتت لاشافها ولا شافته
مات لما حرمتوه يحضر جنازتها
ياحضرة القاضي إنتوا بتحاكموا واحد ميت أصلا
دلوقت الجنازة الحقيقية هي جنازة الراجل ده جنازة حي
#عصام_قابيل
سيق الرجل إلى المعتقل ولم يذكرا الرجل أنه فعل شيئاً يدينه سوى أنه قال كلمة حق ذات يوم فقط كلمة حق
وزادت حالة سارة سوءاً وتدهورت حالتها النفسية والتي أثرت بالفعل على بدنها الهزيل
وجرت المحاكمة الكوميدية لعم احمد وبدأت المسرحية الهزلية وسيقت تهم ولفقت مواقف وجهز شهود زور
وسارة تستجدي رؤية أبيها أما هو فقد شُق قلبه حسرة على إبنته التي ضاعت من بين يديه ...يريد أن يمر بيده على شعرها ويحنو على ثغرها يقبلها كما كان يفعل يريد أن يسقيها من ذاك الدواء – الشعور الحاني – العلاج الأبوي الجميل ولكن هيهات هيهات فقد حالت دولة الظلم بينه وبين قطعة قلبه المريضة
ووقف الرجل امام القاضى بصوت متهدج يقول
_ رغم إني ماعملتش حاجة تستحق الي بيحصلي ده لكن غحكموا علي بالاعدام اشنقوني لكن بس احط ايدي على بنتي المسها ابوسها الله يخليك ياسعادة المستشار
ولكن أنى لقلوب إنشقت الحجارة منها أن تستجيب
سعى محاميه لاستجلاب أمر بزيارة البنت لأبوها... وأخيراً جاء الفرج
وافقت النيابة على تلك الزيارة التي تسولوها
فرحت سارة وعادت إليها حيويتها وردت إليها روحها وانتظر عم أحمد بشغف رهيب تلك اللحظة التي تجمعه بحبيبة قلبه سارة
وتجهزت سارة وكأنها يوم عرسها من جديد وحملوها على حمالة المرضى فلم تكن لتقوى على السير
ووقف المحامي أمام ضابط السجن ويده أمر الزيارة وفوجئ به يقول
_ بل الورقة دي واشرب ميتها مفيش زيارات
وهبطت سحب الحسرة على الجميع وغيمت بلواء الكمد والحزن عليهم
لم تتمالك سارة وأخذتها موجة من البكاء الهيستيري لم يتحملها جسدها المريض فتدهورت صحتها تماماً
أما عم أحمد فقد قتله الحزن وهز كيانه البكاء مثل الطفل الذي فقد أمه وأصبح يهذي من شدة الوجد
وجاء يوم من أيام المحكمة وذهب الرجل شبه فاقد الوعي ولم يقتصر الأمر على ذلك بل جاءه خبر سارة
ماتت سارة المريضة ماتت حبة عين أبوها ولم تراه ولم يراها ولم تمسه ويمسها
ماتت جوهرة حياته
وسقط الرجل فلم يتحمل الخبر
إستجدوا من القاضي أن يسمح له بحضور جنازة إبنته فرفض
ونادي عليه القاضي فلم يستطع القيام فقال القاضي
_ خرجوه من القفص وهاتوه هنا
لم يستطع الرجل المش فحملوه على نقالة وذهبوا به إلى المنصة...وهنا إندفعت إمرأة في مقتبل عمرها مهرولة ناحية المنصة وهي تصرخ ياسيادة القاضي
فقال
_ مين انت وفي لإيه
قالت
_ إسمي نسمة عبد العزيز ناصر صديقة سارة الله يرحمها بنت عم أحمد
قال القاضي
_ خير عاوزة إيه؟
قالت
_هي حاجة واحدة بس حضرتك
قال
_ إتفضلي
قالت
_ لو حكمتم على عم احمد بأقصى حكم هايكون إيه مش الإعدام؟
عم أحمد مات فعلا...مات يوم مااعتقلوه من غير ذنب
مات يوم مااتحرم من بنته المريضة
مات لما سمع ان بنته ماتت لاشافها ولا شافته
مات لما حرمتوه يحضر جنازتها
ياحضرة القاضي إنتوا بتحاكموا واحد ميت أصلا
دلوقت الجنازة الحقيقية هي جنازة الراجل ده جنازة حي
#عصام_قابيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق