الطريق إلى الله تعالى....30
بقلم عصام قابيل
*****************
ولازلنا بصدد الحديث عن ظاهرة الهداية
- خطر لعالم أمريكي أن يستفرخ البيض دون حضانة الدجاج, بأن يضع البيض في نفس الحرارة التي نالها البيض من الدجاجة الحاضنة له, فلما جمع البيض ووضعه في جهاز للتفريخ, نصحه فلاح أن يقلب البيض إذ إنه رأى الدجاجة تفعل ذلك فسخر منه العالم, وأفهمه أن الدجاجة إنما تقلب البيض لتعطي الجزء الأسفل منه حرارة جسمها الذي حرمه, أما هو فقد أحاط البيض بجهاز يشع حرارة ثابتة لكل أجزاء البيضة.
واستمر العالم في عمله حتى جاء دور الفقس وفات ميعاده ولم تفقس البيضة, وأعاد التجربة وقد استمع إلى نصيحة الفلاح أو بالأحرى إلى تقليد الدجاجة, فصار يقلب البيض حتى إذا واتى ميعاد الفقس خرجت الفراريج. وآخر تعليل علمي لتقليب البيضة أن الفرخ حينما يخلق في البيضة ترسب المواد الغذائية في الجزء الأسفل من جسمه إذا بقي دون تحريك أوعيته. ولذلك فإن الدجاجة لا تقلب البيض في اليوم الأول والأخير بهذه الهداية الكاملة في عملية البقاء الجنس, يبقى الدجاج في العالم, لأنه يعلم تماما ما ينبغي أن يفعله, ولا بد أن ذلك فعلته الدجاجة الأولى حتى استمر جنس الدجاج.
5- حيوان الإكسيلوكوب , يعيش منفردا في فصل الربيع , ومتى باض مات ؛ فالأمهات لا ترى صغارها ولا تعيش لتساعدها في غذاها ودفاعها عن نفسها, وهي لا تستطيع الحصول على غذائها مدة سنة كاملة, لذلك ترى الأم تعمد إلى قطعة خشب, فتحفر فيها حفرة مستطيلة, ثم تجلب طلع الأزهار وبعض الأوراق السكرية, وتحشوا بها ذلك السرداب وتصنع بعد ذلك سردابا آخراً, فإذا فقست البيضة وخرجت الدودة كفاها الطعام المدخر لسنة.
6- يمتص جذر النخلة العناصر الغذائية في التربة بالشعيرات الجذرية وتصعد العصارة بالضغط الاسموزي إلى الأعلى, ويتغذى جذع النخلة بما غلظ من هذه العصارة, أما الخلاصة فتصعد إلى حيث تغذي الأجزاء العلوية, وترتفع العصارة الدقيقة لتكون الثمرة وقمع البلحة هو مصفاتها التي تسمح بمرور المواد الغذائية تماما إلى الداخل تماما وهي التي تكون الحلو من البلحة وغير الحلو من النواة والتي منها ينشأ جسم البلحة الطري وهيكل النواة الصلب, وبين الحلو والمر والصلب والطري غلاف شفاف لا يكاد يرى, ولم يحدث إطلاقا أن أخطأت نخلة فكونت نواة البلحة في الخارج والبلحة من الداخل, أو كونت البلحة صلبة والنواة طرية
7- الحيوان المنوي يشبه العلق في حركته, له رأس مفلطح وعنق قصير, وذيل طويل, ويتحرك بلولبية ذيله, وقد أمد بقوة مقاومة, إذ أنه في الأجواء غير الملائمة تستكن الحياة فيه ويفقد مظاهر نشاطه, فإذا ما وجد الوسط المناسب عادت له حيويته ونشاطه, ويستمر في الحياة عدة أيام متوالية في انتظار البويضة التي يدفع بها مبيض الأنثى – وهو جهاز التناسل عندها – ليقوم بإخصابها, ويتم كل ذلك بهداية منقطة النظير إذ لا دخل له بأي قوة _ كائنة ما كانت كيماوية أو حيوية أو عقلية أو ادراكية في توجيه الحيوان المنوي إلى بويضة الأنثى
في عملية الرضاع كل شيء يتم بهداية . تنمو الغدد التي تصنع اللبن أثناء الحمل, يدفعها إلى هذا النمو مواد يفرزها المبيضان, وفي نهاية الحمل وبدء الوضع , تتلقى هذه الغدد النخامية الموجودة في قاعدة الجمجمة أمرا بالبدء في صنع اللبن, وما يكاد الطفل يولد حتى يبحث عن ثدي أمه بهداية لا حد لها, وعملية الرضاعة عملية شاقة, إذ أنها تقتضي انقباضات متوالية في عضلات وجه الرضيع ولسانه وعنقه, وحركات متواصلة في فكه الأسفل, وتنفسا من أنفه ,ويقوم الطفل بهذا كله بهداية تامة من أول رضعة لساعة فطامه.
وقالوا: إن الرجل نفسه لا يستطيع أن يقوم بعملية الرضاع كما يقوم بها الطفل الذي لا يتجاوز عمره ساعات هذه أمثلة قصدنا بها لفت النظر إلى ظاهرة الهداية , فإذا ما التفت العقل ودرس الوجود كله بعمق , يرى هذه الظاهرة في كل شيء, فهي ظاهرة تنتظم شؤون الكون كله من الإلكترونات في الذرة , إلى الذرة, إلى العناصر, إلى الأرض, إلى الشموس, إلى المجرات بكل حوادثها إلى كل خلية من خلايا الحيوان, إلى كل جهاز من أجهزته, إلى كل حيوان من وحيد الخلية , إلى النحلة, إلى الإنسان قال تعالى: "قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى" طه : 50 تلك كلمة القرآن وهي كذلك كلمة العقل, وهي كذلك كلمة العلم, إن هداية بلا هاد غير مقبولة لا عقلا ولا علما إن الله ظهر باسمه الهادي في كل شيء, ومع ذلك ضل الكافرون عن الله, وأضلوا قلوبهم, وهم في ضلالهم مهتدون إلى طرق الظلال والزيغ, إذ أن الإنسان بما أوتي من إرادة واختيار, وبما امتحن به في هذه الحياة كأثر ناتج عن هذه الإرادة, قد ركب تركيبا ظهر فيه اسم الله الهادي بما يتفق مع هذه الحرية في الإرادة ومع هذا الامتحان: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا" الشمس : 7-10
"وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى" النازعات : 40-41
إن الكافرين قديما كانوا يعتبرون الدعوة إلى الله وتعليل كل شيء به نوعا من الافتراء والكذب والأسطورة قال تعالى: "قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ" الأنبياء : 4-5
#عصام_قابيل
بقلم عصام قابيل
*****************
ولازلنا بصدد الحديث عن ظاهرة الهداية
- خطر لعالم أمريكي أن يستفرخ البيض دون حضانة الدجاج, بأن يضع البيض في نفس الحرارة التي نالها البيض من الدجاجة الحاضنة له, فلما جمع البيض ووضعه في جهاز للتفريخ, نصحه فلاح أن يقلب البيض إذ إنه رأى الدجاجة تفعل ذلك فسخر منه العالم, وأفهمه أن الدجاجة إنما تقلب البيض لتعطي الجزء الأسفل منه حرارة جسمها الذي حرمه, أما هو فقد أحاط البيض بجهاز يشع حرارة ثابتة لكل أجزاء البيضة.
واستمر العالم في عمله حتى جاء دور الفقس وفات ميعاده ولم تفقس البيضة, وأعاد التجربة وقد استمع إلى نصيحة الفلاح أو بالأحرى إلى تقليد الدجاجة, فصار يقلب البيض حتى إذا واتى ميعاد الفقس خرجت الفراريج. وآخر تعليل علمي لتقليب البيضة أن الفرخ حينما يخلق في البيضة ترسب المواد الغذائية في الجزء الأسفل من جسمه إذا بقي دون تحريك أوعيته. ولذلك فإن الدجاجة لا تقلب البيض في اليوم الأول والأخير بهذه الهداية الكاملة في عملية البقاء الجنس, يبقى الدجاج في العالم, لأنه يعلم تماما ما ينبغي أن يفعله, ولا بد أن ذلك فعلته الدجاجة الأولى حتى استمر جنس الدجاج.
5- حيوان الإكسيلوكوب , يعيش منفردا في فصل الربيع , ومتى باض مات ؛ فالأمهات لا ترى صغارها ولا تعيش لتساعدها في غذاها ودفاعها عن نفسها, وهي لا تستطيع الحصول على غذائها مدة سنة كاملة, لذلك ترى الأم تعمد إلى قطعة خشب, فتحفر فيها حفرة مستطيلة, ثم تجلب طلع الأزهار وبعض الأوراق السكرية, وتحشوا بها ذلك السرداب وتصنع بعد ذلك سردابا آخراً, فإذا فقست البيضة وخرجت الدودة كفاها الطعام المدخر لسنة.
6- يمتص جذر النخلة العناصر الغذائية في التربة بالشعيرات الجذرية وتصعد العصارة بالضغط الاسموزي إلى الأعلى, ويتغذى جذع النخلة بما غلظ من هذه العصارة, أما الخلاصة فتصعد إلى حيث تغذي الأجزاء العلوية, وترتفع العصارة الدقيقة لتكون الثمرة وقمع البلحة هو مصفاتها التي تسمح بمرور المواد الغذائية تماما إلى الداخل تماما وهي التي تكون الحلو من البلحة وغير الحلو من النواة والتي منها ينشأ جسم البلحة الطري وهيكل النواة الصلب, وبين الحلو والمر والصلب والطري غلاف شفاف لا يكاد يرى, ولم يحدث إطلاقا أن أخطأت نخلة فكونت نواة البلحة في الخارج والبلحة من الداخل, أو كونت البلحة صلبة والنواة طرية
7- الحيوان المنوي يشبه العلق في حركته, له رأس مفلطح وعنق قصير, وذيل طويل, ويتحرك بلولبية ذيله, وقد أمد بقوة مقاومة, إذ أنه في الأجواء غير الملائمة تستكن الحياة فيه ويفقد مظاهر نشاطه, فإذا ما وجد الوسط المناسب عادت له حيويته ونشاطه, ويستمر في الحياة عدة أيام متوالية في انتظار البويضة التي يدفع بها مبيض الأنثى – وهو جهاز التناسل عندها – ليقوم بإخصابها, ويتم كل ذلك بهداية منقطة النظير إذ لا دخل له بأي قوة _ كائنة ما كانت كيماوية أو حيوية أو عقلية أو ادراكية في توجيه الحيوان المنوي إلى بويضة الأنثى
في عملية الرضاع كل شيء يتم بهداية . تنمو الغدد التي تصنع اللبن أثناء الحمل, يدفعها إلى هذا النمو مواد يفرزها المبيضان, وفي نهاية الحمل وبدء الوضع , تتلقى هذه الغدد النخامية الموجودة في قاعدة الجمجمة أمرا بالبدء في صنع اللبن, وما يكاد الطفل يولد حتى يبحث عن ثدي أمه بهداية لا حد لها, وعملية الرضاعة عملية شاقة, إذ أنها تقتضي انقباضات متوالية في عضلات وجه الرضيع ولسانه وعنقه, وحركات متواصلة في فكه الأسفل, وتنفسا من أنفه ,ويقوم الطفل بهذا كله بهداية تامة من أول رضعة لساعة فطامه.
وقالوا: إن الرجل نفسه لا يستطيع أن يقوم بعملية الرضاع كما يقوم بها الطفل الذي لا يتجاوز عمره ساعات هذه أمثلة قصدنا بها لفت النظر إلى ظاهرة الهداية , فإذا ما التفت العقل ودرس الوجود كله بعمق , يرى هذه الظاهرة في كل شيء, فهي ظاهرة تنتظم شؤون الكون كله من الإلكترونات في الذرة , إلى الذرة, إلى العناصر, إلى الأرض, إلى الشموس, إلى المجرات بكل حوادثها إلى كل خلية من خلايا الحيوان, إلى كل جهاز من أجهزته, إلى كل حيوان من وحيد الخلية , إلى النحلة, إلى الإنسان قال تعالى: "قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى" طه : 50 تلك كلمة القرآن وهي كذلك كلمة العقل, وهي كذلك كلمة العلم, إن هداية بلا هاد غير مقبولة لا عقلا ولا علما إن الله ظهر باسمه الهادي في كل شيء, ومع ذلك ضل الكافرون عن الله, وأضلوا قلوبهم, وهم في ضلالهم مهتدون إلى طرق الظلال والزيغ, إذ أن الإنسان بما أوتي من إرادة واختيار, وبما امتحن به في هذه الحياة كأثر ناتج عن هذه الإرادة, قد ركب تركيبا ظهر فيه اسم الله الهادي بما يتفق مع هذه الحرية في الإرادة ومع هذا الامتحان: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا" الشمس : 7-10
"وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى" النازعات : 40-41
إن الكافرين قديما كانوا يعتبرون الدعوة إلى الله وتعليل كل شيء به نوعا من الافتراء والكذب والأسطورة قال تعالى: "قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ" الأنبياء : 4-5
#عصام_قابيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق