رؤى شاعر. (من تام الوافر)
يعاتِبُنِي الخسيسُ فَلا أُجِيبُ
فلا العُتْبَى تفيدُ ولا النحيبُ
وإنْ أبكي عليهِ فليسَ يُجْدِي
فإنَّ النذلَ مسلكُهُ عجيبُ
عتابُ النذلِ أفضلُ با جتنابٍ
وَعَيْنُ العقلِ أسكتُ لا أجيبُ
دنيءُ الأصلِ يَفْضَحُ كلَّ سرٍّ
إذا ما راحَ يعوي لا مُجِيبُ
ولَحْنُ القولِ يكشفُ كُلَّ إِفْكٍ
وبَعضُ الإفكِ يسكنُهُ حبيبُ
يقولُ الحبَّ يكذبُ مِلْءَ فِيهِ
يناجي الليْلَ فَهْوَ العَنْدَلِيبُ
رشيقُ القدِّ إذْ يبدو وسيما
يجيدُ القولَ مَنْطِقُهُ أَرِيبُ
وعندَ الفعلِ يهربُ بَلْ وَيَعْدُو
كأنَّ الحبَّ مَرْتَعُهُ لهيبُ
فليسَ الناسُ شَكْلَاً أوْ كلاما
ورَأْيُ العينِ أحيانا يخيبُ
وإنَّ القلبَ منطقهُ شُعُورٌ
وليسَ العقلُ يعرفهُ وجيبُ
فليتَ الناسَ تعقلُ في هواها
فكمْ في الحبِّ قلبٌ لا يصيبُ
يظنُّ الناسُ خيرا إذْ أحَبُّوا
ويَهْفُوا القلبُ لا تَبْدُوا العُيُوبُ
سَأَلْتُ العقلَ يسكنُ في يراعِي
فبعضُ الشِّعْرِ تسكنُهُ الخُطُوبُ
أحبُّ الحبَّ مَقْرُونا بعقلٍ
فَبَعْضُ الحبِّ تَكْسُوهُ الذنوبُ
وما الإخلاصُ بينَ الناسِ إلَّا
وفاء القلبِ والعقلَ الرقيبُ
وما الإحساسُ لو رقتْ قُلُوبُ
وغابَ الودُّ والصدقُ المَهِيبُ
أنا الإنسانُ والحبُّ اقْتَرَنَّا
سَكَنَّا القلبَ والعقلُ الغريبُ
أرومُ الشعرَ عُذْرِيا أَبِيَّا
وهمسُ الحرفِ مِنْ قلبي قريبُ
فإنَّ الشعرَ أكتبُهُ نَجِيَّا
وفِيهِ العطرُ تهمسهُ الطيوبُ
د. ممدوح نظيم طملاي في 27/ 1/ 2018

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق